أعمال تفسح في العمر

يُقال إن هناك أعمالاً تفسح في العمر، مثل الصدقة الخفية، وصلة الرحم، ما صحة هذا القول؟

الإجابة

نعم، جاء في الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على أن البر من أسباب الفسح في الأجل، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)، يعني بر الوالدين، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله، فليصل رحمه)، فبر الوالدين وصلة الرحم من أسباب البركة في العمر، ومن أسباب الفسح في الأجل، وليس معنى هذا أن القدر المحتوم إذا تغير لا، ما قدره الله سابقاً هو على ما قدره، لا يتغير، لكنه سبحانه يعلق أشياء بأشياء، فهذا يبر والديه، ففسح الله له الأجل بسبب والديه، ببره لوالديه، وقد سبق هذا في القدر السابق أنه يبر والديه وأنه يقع له كذا وكذا، وأنه يؤخر إلى كذا وكذا، وهذا يصل أرحامه فيؤخر أجله، وهذا يتصدق كثيراً ونحو ذلك. فالحاصل أن هذا يتعلق بالأقدار المعلقة على أسبابها، فالأقدار المعلقة على أسبابها متى وجدت أسبابها تحقق ما علق بها، وهذا كله من قدر الله -سبحانه وتعالى-، كله قدر، لكن القدر قدران: قدر محتوم لا حيلة فيه، كالموت والهرم ونحو ذلك، وقدر معلق على أسبابه، فالمعلق على الأسباب يوجد بالأسباب التي علق بها، فيوجد فسح الأجل بسبب البر والصلة؛ لأنه علق على ذلك إلى الأجل الذي قدره الله -سبحانه وتعالى- وسبق في علمه -عز وجل-، وهكذا ما سوى ذلك، كالذي علق قدره لأنه علق أجله بأنه يقتل، بأنه يموت بكذا وكذا.