الإجابة:
هذه السائلة لديها جانب مشرق جدا وهو قدرتها النفسية الهائلة على
امتصاص المشكلة وتحويلها إلى جوانب إيجابية في حياتها، فهي تقول إن
هذا جهاد تثاب عليه، وكذلك شكواها إلى الله تعالى. هذا يدل على قوة
تحمل كبيرة وهذا طيب جدًا.
والمشكلة واضحة جدًا، وهي أن الزوج لا يعرف واجباته تجاه الزوجة،
واستغل طيبتها، وعفويتها مع الغربة، حتى حطم نفسيتها، وجعلها تعيش في
تعاسة. ولكن لهذه المشكلة حل بعد الدعاء أن يصلحه ويغير قلبه ويريه ما
هو فيه من الإثم العظيم، وهو أن تصارحه؛ فإن المصارحة بين الزوجين هي
أهم أسباب حل كل المشكلات. يجب أن يجلسا معًا، وتقول له بصراحة ما
الذي تريده منه، وما الذي لا تريده، حتى في الفراش، تعطيه قائمة من
الممنوعات مثلا: لا تتكلم على أهلي، لا تصرخ علي، لا تحاسبني على
الأمور الصغيرة، لا تحاسبني كأنني أمة عندك، لكن نبه إلى الخطأ كما
تنبه أحب الناس إلى قلبك ممن تخاف على أن تجرحه بالكلام، لا تمنعني من
زيارة الجيران والاجتماع مع النساء، لا ترد لي الطلبات التي أحبها كما
أنك لا تحب أن أرد لك مثل ذلك.
يجب أن تكون شجاعة لتقول له ذلك، وأنها لم تعد تطيق الحياة بالطريقة
التي يريدها، فالحياة الزوجية ليست تسلطًا، بل علاقة مشتركة تسودها
المحبة، وعطاءها منطلق من المحبة ليس من الأوامر العسكرية.
وبالحديث، وتفريغ ما في القلوب، وبالمصارحة، وقبل ذلك بالدعاء، يتغير
الحال، وأعرف حالات كثيرة لم يكونوا يتوقعون أنه بالحديث الصريح
والمباشر بين الزوجين يمكن أن تتحول المشكلات الهائلة إلى قضايا
سخيفة، وتعود المحبة والوئام إلى الأسرة.
وأسأل الله أن يخرجها من محنتها ويحول حياتهما إلى السعادة.
والله أعلم.