أشياء تجول في نفسي ربما تخرج من الملة

السؤال: هناك أشياء تجول في نفسي عن الدين ربما تخرج من الملة، فأستغفر الله وأتشهد، ولكن عندما أتذكر ذلك أخشى ألا أكون مسلما! علما أني أصلي فروضي جميعها، فماذا أفعل؟

الإجابة

الإجابة: الوساوس من أعظم الوسائل التي يستعملها الشيطان للصد عن سبيل الله؛ فإن العبد إذا توجه إلى الله تعالى بقلبه جاءه الشيطان بأنواع الوساوس، وألوان الخواطر؛ ليقطع عليه طريقه إلى الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (2/224) : "والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، لابد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو عليه من الذكر أو الصلاة، ولا يضجر؛ فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76] وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى؛ فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق"اه.

فأوصيك بالاستعاذة بالله تعالى واللجوء إليه أن يصرف عنك كيد الشيطان، واعلم أن مدافعتك لهذه الوساوس، وما تجده من ضيق بسببها من صريح الإيمان وصفته، ففي صحيح مسلم (133) من طريق إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: تلك محض الإيمان"، وفيه أيضاً (132) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال: وقد وجدتموه؟! قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان".

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن علاج ذلك بقطع الوساوس، وقول: آمنت بالله ورسله، ففي صحيح مسلم (134) من طريق هشام عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقال: هذا خَلَََقَ اللهُ الخلقَ، فمن خلق الله؟! فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله" وفي رواية : "آمنت بالله ورسوله"، حفظ الله علينا إيماننا، ووقانا شر أنفسنا والشيطان.
10/10/1425ه.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح