التنفل قبل صلاة الجمعة

كم سنة الجمعة، إذ أني رأيت بعض الناس يصلي قبل الصلاة -أي قبل الخطبة بالطبع- أربع ركعات متواصلة، دون جلوس بينهما، فما هي تلك الأربع الركعات، إذ أني أعرف أن هناك ركعتين سنة تؤدى بعد الصلاة؟

الإجابة

الجمعة كما قال فرض على المسلمين المكلفين من الرجال لا شك أنها فرض, والواجب على المؤمن أن يحافظ عليها وأن يعتني بها, ومن حضر من النساء أجزأتها ولكن من دون تبرج بل العناية بالستر والحجاب, والبعد عن المشاكل والفتن, ولكنها ليست فرض على النساء وإنما هي فرض على الرجال، وأما سنتها فليس لها راتبة قبلها ولكن يشرع للمؤمن إذا وصل إلى المسجد أن يصلي ما تيسر، يصلي تحية المسجد ركعتين, ثم يصلي ما تيسر أربعاً, أو ستاً, أو ثماناً, أو ما شاء الله ليس فيه حد محدود، وكان الصحابة - رضي الله عنهم- يصلون يوم الجمعة كثيرا قبل الخطبة, فليس بهذا حد محدود فمن صلى ركعتين تحية المسجد كفت، ومن صلى أربعاً فقد زاد خيرا، ومن صلى ستاً فقد زاد خيرا، وهكذا لكن يسلم من كل ثنتين لا يسردها سرداً بل الأفضل أن يسلم من كل ثنتين؛ لأنه النبي- صلى الله عليه وسلم-قال: (صلاة الليل و النهار مثنى مثنى), وسنة النهار جيدة وثابتة في أصح أقوال أهل الحديث فقوله: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) يدل على أن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين, وهكذا كان الحال من فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يصلي ثنتين ثنتين يصلي الضحى، .... الضحى ركعتين, وتحية المسجد ركعتين, وقبل الظهر ركعتان وبعد الظهر ركعتان, وبعد المغرب ركعتان, وبعد العشاء ركعتان, وقبل الصبح ركعتان، هذا يدل على أن الركعتين أولى من سرد الأربع فيسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، فإذا صلى أربعاً, أو ستاً, أو ثماناً, أو عشراً, أو إثنى عشر أو ما هو أكثر من ذلك قبل الخطبة فلا بأس بهذا، والصلاة مرغب فيها في قبل الجمعة, أما بعدها فيصلي ركعتين في البيت أو أربعاً في المسجد كل هذا جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يصلي ركعتين في البيت، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (من كان مصليا بعد الجمعة فليصلي أربعا)، فدل ذلك على أنه يصلي أربعاً في المسجد يعني تسليمتين وإن صلى في البيت صلى ثنتين فقط، وإن زاد فلا بأس هذا هو المشروع وهذا هو الأفضل. أيضاً الظهر جاء فيها ركعتان قبلها وفي لفظ أربع والأفضل أربع قبل الظهر لقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا يدع أربعاً قبل الظهر)، هكذا جاء عنها رواه البخاري-رحمة الله عليه-، تقول- رضي الله عنها-: كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا يدع أربعاً قبل الظهر، -عليه الصلاة والسلام-، وابن عمر روى ركعتين قبل الظهر ولا منافاة, فلعله-صلى الله عليه وسلم- كان في بعض الأيام صلى ركعتين قبل الظهر وفي بعضها يصلي أربعاً فيكون الجميع اثني عشر، يكون الجميع ثنتي عشرة ركعة في الأوقات الخمسة, وهذه تسمى الرواتب أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها, وثنتين بعد المغرب, وثنتين بعد العشاء, وثنتين قبل صلاة الصبح، هذه اثنتي عشرة ركعة تسمى الرواتب كان النبي يحافظ عليها- عليه الصلاة والسلام-، وكان يقول: (من صلى ثنتين عشر ركعة في يومه وليلته تطوعاً بنى الله له بيتا في الجنة)، وهذا فضل عظيم يدل على أنه يشرع للمؤمن والمؤمنة صلاة هذه الرواتب، هذه الإثني عشرة ركعة وهي سنة مؤكدة مع الصلوات الخمس، بل الأربع؛ لأن العصر ليس لها راتبة، ولكنها الظهر, والمغرب, والعشاء والفجر لها رواتب مقدارها اثنتا عشرة ركعة, وربما صلى عشراً-عليه الصلاة والسلام- لكن الكمال أن يحافظ المؤمن و المؤمنة على ثنتي عشرة ركعة، يصلي أربعاً قبل الظهر تسليمتين, ويصلي ثنتين بعد الظهر, ويصلي ثنتين بعد صلاة المغرب, ويصلي ثنتين بعد صلاة العشاء, وثنتين قبل صلاة الصبح، هذا هو الأفضل, والأفضل أن تكون في البيت، لا في المسجد؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-حث على صلاة البيت، وقال: (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة)، وقال: (اجعلوا صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا)، فالسنة أن يصلي هذه الرواتب وهذه النوافل في البيت، هذا هو الأفضل وإن صلاها في المسجد فلا حرج لكن في البيت أفضل. وسمعت أنه عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتاً في الجنة، وهذا فضل عظيم، ينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يفرطا في هذا الخير العظيم.