شرح حديث (الاستعاذة من فتنة المحيا والممات)

أمرنا بالاستعاذة من فتنة المحيا، وفتنة الممات، وفتنة المسيح الدجال، حبذا لو شرحتم لنا هذا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

هذا مشروع للمؤمن والمؤمنة في كل الصلاة، فالسنة لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يختم صلاته بالاستعاذة بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة أنه كان بعدما يتشهد في آخر الصلاة قبل أن يسلم يستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وكان يأمر بهذا فيقول: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة التعوذ من هذه الأربع، وذهب جمهور أهل العلم إلى أن هذا سنة مؤكدة، وروي عن طاووس التابعي الجليل ما يدل على أن ذلك واجب، وروي عنه أنه أمر ولده ولما لم يقلها في الصلاة أن يعيد الصلاة، فهذا يدل على تأكد هذه الدعوات وأنه ينبغي للمؤمن ألا يدعها في أي صلاة، النافلة والفريضة قبل أن يسلم، يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وإن شاء قال: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال، هي دعوات عظيمة، قال أنس رضي الله عنه: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - (ربنا آتنا في الدنيا وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فإذا دعا بذلك آخر الصلاة كان حسناً، وهكذا في السجود إذا دعا بذلك لا بأس، فالسجود محل للدعاء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)، يعني حري أن يستجاب لكم، نسأل الله السلامة. كأنه يطلب التمثيل لفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال؟ الإنسان معرض للفتن في حياته وعند الموت، قد يعرض في حياته للمعاصي، قد يعرض للبدع، قد يعرض للكفر بالله ويفتن إما بسبب المال أو بسبب الشهوات والمعاصي، أو بسبب جلساء السوء فيقع فيما يغضب الله عليه من كفر أو بدعة أو معصية في حال حياته أو عند الموت نسأل الله السلامة والعافية، وقد يفتن بالمسيح الدجال إذا تأخر زمانه، فإن المسيح يخرج في آخر الزمان يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين، ويتبعه جمع غفير من الناس، نعوذ بالله ويهلكون بأسبابه، فالإنسان يسأل ربه أن يعيذه من هذه الأمور؛ لأنه لا يدري هل يسلم أو لا يسلم، فيسأل ربه أن يعيذه من فتنة عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال فيأت بهذا الدعاء حتى لا يفتن في حياته وحتى لا يدرك المسيح الدجال فيفتن نسأل الله السلامة.