الإقامة في مجتمع لا يطبق الشريعة الإسلامية

أنا أعيش في مجتمع لا يطبق الشرع الإسلامي في جميع النواحي، ولا أستطيع جعلهم يطبقونه، فهل علي شيء في ذلك أم لا؟

الإجابة

إذا أمكن من يعيش في بلاد لا تطبق الشريعة، إذا أمكنه أن يهاجر إلى بلاد تطبق الشريعة وجب عليه الهجرة إذا استطاع ذلك، فإن لم يستطع فلا حرج عليه بالإقامة، ويتقي الله ما استطاع، ويرشد أهل الخير وينصح العباد، ويدعو إلى تحكيم الشريعة حسب طاقته، وهو مأجور في هذه الحالة، وإذا كان هناك قدرة على إلزام بالحق ومنع باطل لكونه رئيساً أو شيخ القبيلة أو أمير القرية فليفعل ما يستطيع في هذه الأشياء، إذا علم الله منه الصدق أعانه فهو يفعل ما يستطيع من تحكيم الشريعة حسب طاقته، كونه شيخ القبيلة، يحكم الشريعة فيهم إذا كان يعلم، عنده معلومات، إذا كان أمير قرية يستطيع أن يحكم فيهم الشريعة فيما يتنازعون فيه عنده، وما أشبه ذلك، المقصود أنه يجتهد ويتقي الله ما استطاع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويدعو الله لولاة الأمور بالهداية أن الله يهديهم ويوفقهم أو يأتي بغيرهم ممن يحكم الشريعة، هكذا، أما أن قدر أن يهاجر وينتقل إلى بلاد تحكم الشريعة، فهذا واجب عليه، إلا إذا كان عالماً ذا معلومات وبصيرة وهدى ويرى أن إقامته في هذا البلد فيها دعوة إلى الله، فيها توجيه الناس إلى الخير، فيها إرشادهم إلى توحيد الله، وإنقاذهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، هذا له أجر في ذلك من أجل الدعوة، من أجل التوجيه إلى الخير، من أجل إنقاذ الناس مما هم فيه من الباطل، فهو على خيرٍ عظيم، ولا تلزمه الهجرة في هذه الحال، لأنه يظهر دينه، ولأنه عنده معلومات في دنيه لا يخشى على نفسه من شبهاتهم فلا بأس.