الإجابة:
لإجابة على هذا السؤال من وجهين:<
الوجه الأول: هذه
المرأة التي أفتتها بلا علم، فإن ادهان المرأة وهي صائمة لا يبطل
الصوم، وإذا كانت هذه الفتوى بلا علم فإني أوجه نصيحة لكل مَن يسمعني:
أنه لا يحل للإنسان أن يُفتي بلا علم، لأن الفتوى معناها أن الإنسان
يقول عن الله عز وجل، ويعبر عن الله سبحانه وتعالى في شرعه بين عباده،
وهذا محرم ومن أعظم الإثم، {فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ
بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّ-ٰلِمِينَ}، وقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَٰحِشَ
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ
سُلْطَ-ٰناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ}.
إني أحذر كل إنسان يتكلم عن الشرع ويُفتي عباد الله، أحذره أن يتكلم
بما لا يعلم، وأقول: إنه يجب على الإنسان أن يتأنى في الفتوى حتى يعلم
إما بنفسه إن كان أهلاً للاجتهاد، وإما بسؤال أهل العلم عن حكم الله
في هذه المسألة.
أما الوجه الثاني: من جهة هذه المرأة التي أفتيت بغير علم فأفطرت ثم
قضت بناء على هذه الفتوى فإنه لا شيء عليها الآۤن، لأنها أدت ما يجب
عليها.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر -
كتاب مفسدات الصيام.