من سافر لأجل النزهة وكان يصلي منفردا ما حكم تركه الجماعة

إذا ارتحل الإنسان للنزهة في مكان ما أو بلد معين وأقام الصلوات منفرداً طوال إقامته في ذلك البلد؛ لتعذر إيجاد الجماعة، فهل عليه إثم في ترك الجماعة في هذه الحالة، وهل صحيح أنه لا يأخذ برخص القصر والجمع لأنه مسافر من أجل النزهة؟

الإجابة

السفر من أجل النزهة لا يمنع الأخذ بالرخص على الصحيح، فإذا سافر للنزهة في الصحراء من أجل الراحة أو التمتع بالأعشاب والنعمة التي تكون من آثار المطر هذا كله يسمى سفر نزهة ولا بأس أن يترخص برخص السفر إذا كان ينوي الإقامة أربعة أيام فأكثر، يصلي ركعتين ويجمع بين الصلاتين، أما إذا كانت الإقامة أكثر من أربعة أيام قد عزم عليها، فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه يتم، يصليها أربع، والواجب عليه إذا كان واحداً أن يصلي مع الجماعة وليس له الترخص، بل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة ويصلي معهم أربعاً، أما إذا كان معه آخر أو معه جماعة يصلون قصراً وجمعاً ولا حرج عليهم، إذا كانت الإقامة أربعة أيام فأقل قد عزموا عليه، أما إن كانت الإقامة أكثر من ذلك قد عزموا عليها فإنهم يصلون أربعاً ويصلون مع الناس الجماعة، أما الإنسان ما يدري ما يدري عن الإقامة، ليس عنده يعني عزم، فهذا يصلي أبداً قصراً لأنه لا يعلم مدة الإقامة فهو في سفر، فإذا كان لا يدري يمشي اليوم، يمشي غداً أو بعد غدٍ ما عنده شيء يوجب عزماً على مدةٍ معلومة، مثلاً إنسان يطلب رجلاً في البلد لعله يدركه، له خصومة ما يدري متى تنتهي، له حاجة لا يدري متى تنتهي، هذا له حكم السفر، ما دام بهذه الحالة ولو طالت المدة، فإذا صلى وحده صلى ثنتين، وإن صلى مع المسافرين صلى ثنتين، وإذا صلى مع المقيمين صلى أربع، لأنه بحكم السفر إلا إذا صلى مع المقيمين أو تغيرت النية، بإن عزم بعد ذلك على الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه بتغير النية وبحصول هذا العزم يصلي أربعاً. إذا كان الواقع أن زوجته معه وأطفاله؟ ولو مع زوجته وأطفاله لا يتغير الحكم، حسب الحكم معلق بنيته هو، وعزم نيته هو، لأنهم تبع. وبالنسبة لصلاة الجماعة؟ إذا صلى بهم جماعةً يكون قد أدى الواجب؟ ما يكون عذراً له، يصلون وحدهم، الحريم يصلون وحدهم، لا بد يصلي مع الرجال، ولا يكون عذراً له أن يصلي بهم، بل يصلي مع الرجال في مساجد الله، يصلي معهم أربعاً، لكن لو فاتته ولم يدركها مع الجماعة صلى ثنتين، إذا كان على ما ذكرنا إما ليس له مدة معلومة فلا يدري متى يرتحل، أو له مدة معلومة لكنها أربعة أيام فأقل. هو يقول تعذر إيجاد الجماعة؟ إذا ما وجد جماعة معليش، المهم إذا وجدت جماعة.