دعوى عدم إمكانية تطبيق القرآن

السؤال: ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يطبقوا هذا القرآن لا يستطيعون تطبيقه كاملاً، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، هذه المقولة دعوى لا دليل عليها، والله تعالى إنما أخبر عن عجز الإنس والجن أن يأتوا بمثل القرآن، ولم يخبر سبحانه وتعالى عن عجز الإنس والجن أن يعملوا بهذا القرآن، ولا ريب أن مجموع من آمن من الجن والإنس قد عملوا بكل ما في القرآن من الأوامر والنواهي.
نعم الواحد من المؤمنين يمكن أن يقال إنه عاجز عن العمل بكل ما في القرآن على وجه التمام، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]، فغاية ما يفعله العبد من طاعة الله ما كان مستطيعاً له وهذا ما كلفه الله به، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتصاد في العبادة، وقال: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" (أخرجه البخاري: 69، ومسلم: 1734 من حديث أنس رضي الله عنه)، وقال: "القصد القصد تبلغوا" (أخرجه البخاري: 6463، وانظر صحيح مسلم: 2816)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا" (أخرجه البخاري: 39، وانظر مسلم: 2816).

والحاصل أن هذه العبارة المسؤول عنها من خيال من اخترعها، واقتبس لفظ القرآن قالباً لها، فكان بهذا مخطئاً لفظاً ومعنى، والله أعلم.