إذا أطلق الجهاد فالمراد به الجهاد في سبيل الله فقط

قال المولى في كتابه الكريم: ((وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)) [النساء:95]، فهل المقصود بالمجاهدين هنا هم المجاهدون في سبيل الله فقط، أم أن الجهاد يصح في سبيل العرض، أو الشرف، أو الأرض، أو الوطن، أو نحو ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

الإجابة

الجهاد إذا أطلق فهو الجهاد في سبيل الله، قيل يا رسول الله: الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، لكن يجب على المسلم أن يدافع عن وطنه من الكفرة والمعتدين، ويدافع عن عرضه وعن دمه وعن ماله، وإذا قتل فهو شهيد؛ لما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)، وثبت عنه عليه السلام أنه جاءه رجل فقال: يا رسول الله الرجل يريد مالي؟ قال: (لا تعطه مالك)، قال: فإن قاتلني؟ قال: (قاتله)، قال: فإن قتلني؟ قال: (فأنت شهيد)، قال: فإن قتلته؟ قال: (فهو في النار) خرَّجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذا يدل على أنه إذا قاتل دون ماله فهو شهيد مظلوم، لكن القتال في سبيل الله عند الإطلاق هو الجهاد في سبيل الله جهاد الكفار وجهاد المعتدين من البغاة وقطاع الطريق هو الجهاد في سبيل الله.