الوقاية من الفرق الضالة الأفكار المنحرفة- وواجب الآباء نحو أبنائهم وزوجاتهم

ما هي الوقاية من هذه الفرق الضالة وخطرها؟ ثانياً: ما ذا يجب على الآباء نحو أبنائهم وزوجاتهم؟

الإجابة

أولاً: الواجب على الدعاة في هذه الصحوة المباركة واليقظة المباركة الواجب عليهم دائما دائماً الأخذ بالحكمة والرفق، وأن لا يجابهوا الناس بالعنف حتى لا يكثر أعداؤهم وخصومهم، الواجب أن تكون الدعوة بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، والحرص على تجنب الاصطدام بالناس مهما أمكن، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – أوصى بالرفق، والله يقول في كتابه الكريم: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل:125)وقال سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (العنكبوت:46)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله) وقال عليه الصلاة والسلام : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) والله سبحانه يقول: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران: من الآية159). فعلى الدعاة أن يلزموا الحلم والصبر والتحمل ولو آذاهم من آذاهم، وأن يحرصوا على بذل العلم وتوجيه الناس إلى الخير، وعلى من هداه الله أن يتحمل ولا يكون عنيفا مع والده ولا مع إخوته ولا مع أخواته بل يكون بالحلم والرفق في توجيههم إلى الخير وتعليمهم وإرشادهم ونصيحتهم حتى يقبل منه، وحتى لا ينفروا منه وحتى لا يتسلط عليه أقاربه، عليه بالحلم والرفق في دعوته وفي نصيحته وفي جهاده للمنكر حتى يكون ذلك أقرب إلى الامتثال والاستفادة منه في حق أهله وجيرانه وأصحابه. والواجب على أبيه وعلى أمه وعلى إخوته أن يعينوه على الخير، وأن يرفقوا به وإذا رأوا منه شدة أو صلفاً نصحوه ووجهوه بالتي هي أحسن حتى يهدأ وحتى يكون على الطريق السوي في دعوته ونصيحته وتوجيهه غيره. فالمقصود التعاون بين الجميع التعاون على البر والتقوى، فإذا اشتد هو نصحوه بالرفق والحكمة، ولا يزيدونه في شدته عنفا، بل ينصحونه ويوجهونه ويرفقون به ولا يقاطعونه، وهو كذلك عليه أن يرفق ويعتني بإخوانه حتى لا يكون منه ما ينفرهم منه، يأتي بالأساليب الطيبة واللينة والعبارات الحسنة ويدعو لهم بالتوفيق والخير، هكذا يكون لطيفا في دعوته حسنا في الكلام طيب الإسلوب وعلى والديه أن يعينوه وأن لا ينفروا منه وأن لا يثبطوه، وهكذا إخوته وهكذا أعمامه وهكذا جيرانه إذا رأوا منه شدة لينوه وحثوه على الرفق لكن لا يمنعوه من الدعوة، ولا يشددوا عليه ولا ينفروه ولا يتركوه، بل يساعدوه على الخير هكذا يجب التعاون؛ لأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى..(المائدة: من الآية2) ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر:3). والقاعدة: أن الإنسان إذا أسلم بعد كفره قد يكون عنده شدة، وهكذا إذا اهتدى بعد فسقه أو بعد جهله قد يكون عنده شدة يريد أن يطبق، لكن عليه أن يرفق وعليه أن يحلم وعليه أن يتصبر، الرسول - صلى الله عليه وسلم – صبر، مكث في مكة ثلاثة عشر سنة مع الكفار، صبر حتى أعانه الله وحتى يسر الله له الهجرة، وعنده المنافقون في المدينة وصبر عليهم، فينبغي لك التأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم –، وقد قال الله في حقه وهو في المدينة وفي موضع سلطانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ.. (آل عمران: من الآية159)، والآية مدنية، وله السلطان في المدينة، ومع هذا رفق بهم ولم يشدد عليهم، بل دعا بالرفق والحكمة، وعنده اليهود قبل أن ينفوا وعنده المنافقون، فالواجب الصبر كما صبر النبي - صلى الله عليه وسلم – والحلم كما حلم عليه الصلاة والسلام، والرفق كما رفق، واللين كما لان، ففي سيرته الخير والبركة، في سيرته - صلى الله عليه وسلم – الخير والبركة، وقد قال الله لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون -وفرعون ألعن الناس وأخبث الناس- قال لهم: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (طه:44) وقال الله: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. (46) سورة العنكبوت، وأهل الكتاب من هم؟ اليهود والنصارى كفار! ومع هذا قال الله لا تجادلهم إلا بالتي هي أحسن، يعني بالرفق والحكمة حتى يقبلوا حتى لا ينفروا من الحق، فهكذا إخوانك المسلمون عليك بالرفق بهم فهم خير من الكفار وأولى بالرفق من الكفار، فعليك بالرفق والحكمة لعلهم يقبلون ولعلهم يستجيبون لدعوتك ولعلهم يساعدونك في الخير، ولا ينفروا منك، نسأل لله للجميع الهداية والتوفيق.