من هم المحسنون الوارد ذكرهم في نصوص الكتاب والسنة؟

رجل لم يكن ملتزماً بأحكام الإسلام، طلق امرأته مرات كثيرة، وهو ذو أولاد وبنات، ولا تزال في عصمته، وهو الآن تاب إلى الله، ورجع إلى التمسك بالإسلام، فما هو حكم طلقاته تلك، وهو لم يكن متمسكاً بتعاليم الإسلام؟

الإجابة

يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (195) سورة البقرة. ويقول -جل وعلا-: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) (128) سورة النحل. فالإحسان هو أداء الواجبات، وترك المحرمات، والاجتهاد في أنواع الخير زيادة على ذلك من الصدقة على الفقير، ومواساة المحتاج، والإعانة على الخير، وعيادة المريض، والشفاعة في حق المظلوم، ونصره، وردع الظالم، وتشميت العاطس، ورد السلام، والبدأة بالسلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، الدعوة إلى الله، تعليم الناس الخير هكذا، أهل الإحسان هم الذين يؤدون الواجبات، وينتهون عن المحرمات، ومع ذلك يجتهدون في وجوه الخير من أفعال الخير التي لا تجب عليهم يجتهدون فيها حتى يستوفوا منها الخير الكثير كما في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن الإحسان، قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فالمحسن يعبد الله كأنه يراه كأنه يشاهده، فإن لم يستحضر هذه الدرجة عمل على أن الله يراقبه، وأن الله -سبحانه وتعالى- يطلع على أعماله، ويستحضر هذه المشاهدة يستحضرها حتى يكون ذلك أشجع له على فعل الخيرات، والمسارعة إلى الطاعات، والكف عن المحرمات، والعناية بالواجبات، هكذا المحسن، يحرص على كل خير من واجب، ومستحب، ويتباعد عن كل شر، وعن كل ما ينبغي تركه، ولو كان غير محرم. جزاكم الله خيراً