هل يجوز أذان حالق اللحية إذا كان حسن الصوت؟

السؤال: هل يجوز أذان حالق اللحية إذا كان حسن الصوت؟

الإجابة

الإجابة: نقول في هذا: إن أذان حالق اللحية صحيح؛ لأنه أدَّاه على الوجه الذي جاء به الشرع، فإذا كان يؤدي الأذان أداءً صحيحاً سليماً فلا بأس.

وإنني بهذه المناسبة أحبُّ أن أنبه على بعض الأخطاء في الأذان:

1 - فمن ذلك: لو قال المؤذن: "آلله أكبر" بمد الهمزة، فأذانه غير صحيح؛ لأنه إذا مدَّ الهمزة فهو يستفهم، قال الله: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}، فهذا الأذان لا يصح من أي إنسان.

2 - ولو قال مؤذن: "الله أكبار" لم يصح أذانه؛ لأن أكبار جمع كبر، والكبر الطبل.

3 - ولو قال: "أشهد أنِ لا إله إلا الله" قلنا الصواب أن تقول: "أنْ لا إله إلا الله" بسكون النون مدغمة، ف: (أنْ) هنا مخففة من الثقيلة، وإذا خففت وهي ساكنة ووليتها اللام فإنها تدغم في اللام فيقال أشهد ألا إله إلا الله.

4 - وإذا استمعنا إلى أذان كثير من الناس نجدهم يقولون: "أشهد أن محمداً رسولَ الله" بفتح اللام.

فإذا قيل: هل هناك مخرج يمكن أن نتخرج به، حتى لا نبطل أذان كثير من المؤذنين؟ قلنا: نعم اللغة العربية والحمد لله واسعة، ففيه لغة عربية صحيحة تنصب الجزئين مع "أنَّ" و "إنَّ" تنصب المبتدأ والخبر فتقول: إن زيداً قائماً، ومنه قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة: إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن *** خطاك خفافاً إن حراسنا أسدا ولو جاء على اللغة المشهورة لقال: "أن حراسنا أسدٌ" بضم أُسد، فما دمنا وجدنا مخرجاً في اللغة العربية لتصحيح أذان المؤذنين فنصححه.

على أن المؤذن لو سألته: ماذا تعني بقول أشهد أن محمداً رسولَ الله؟ لقال أعني أن محمداً رسول الله.

5 - وإذا قال المؤذن: "الله وكبر" أي يجعل الهمزة واواً، فنقول هذا جائز في اللغة العربية، فإذا وقعت الهمزة بعد ضم جائز قلبها واواً، وعلى هذا فالذين يقولون: "الله وكبر" أذانهم صحيح، على أن الأولى أن يقولوا "الله أكبر" بتحقيق الهمزة.

والمهم أن أذان حالق اللحية، وشارب الدخان وما أشبههم ممن يصرون على المعاصي أذانهم صحيح ما داموا يأتون به على الوجه السليم الذي لا يتغير به المعنى.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني عشر - باب الأذان والإقامة.