زوجها لا يصلي، وليس لها مال أو أحد تذهب عنده

السؤال: إن زوجي لا يصلي، وقد فعلت كل ما تتخيلونه لتعريفه بعقوبة تارك الصلاة وأن الفرق بين المصلي وغير المصلي كالحي والميت وأن _ _ _ _ _ وأن _ _ _ _ وأحضرت له الكتب والمنشورات، لكنه منشغل بعمله عن العبادات كلها، وأنا على العكس تماماً. وإنه يقول أنه يعرف هذا الكلام وأنه سيصلي إن شاء الله، لكن لا مجيب. وما يؤرقني ما قرأته في إحدى كتب فتاوى النساء أن الزوج أو الزوجة التي لا تصلي تحرم معاشرته للطرف الآخر المصلي. فهل فعلاً حياتي معه حرام؟؟؟ فأنا من وقتها وأنا أمتنع عن معاشرته؛ فأصبحت المشاكل كثيرة حيث أنه إنسان ذو شهوة كبيرة. فأريد أن أعرف هل أطلب الطلاق مع العلم أن عندي منه ولد وبنت لا تتعدى أعمارهم الخمس سنوات؟

الإجابة

الإجابة: زوجة الذي لا يصلي، أي تارك الصلاة فلا يصليها أبدا فهذه تفارقه حتى يصلي في الحديث المتفق عليه عن الصلاة "من تركها فقد كفر" ، ولعل مفارقتها له تكون سببًا في أداءه الصلاة، وحمله على فعلها، فإن فضل ترك الصلاة على إرجاعها، فهذا لا خير فيه، وليس هو بمسلم، فلا يحل لها أن تبقى معه والله المستعان.


تعقيب السائلة: سؤالي السابق عن الزوج الذي لا يصلى أبكاني لأني لم أتوقع أن يرد فضيلة الشيخ حامد العلي بالمفارقة.. إنني أعيش معه في بلد غير بلدي.. أين أذهب وأنا لا أعمل ولا أملك غير ستر الله لي وليس لي غير الله. فإن فارقته أين أذهب؟ حتى أنني لا أملك تكاليف سفري وحتى لو امتلكتها، فلا أستطيع أن أترك أولادي فان أخذتهم معي ماتوا جوعا وإن تركتهم مت أنا عليهم. فإنني لا أملك منزلاً في بلدي وأمي متوفية وأبى متزوج وعنده بنت صغيرة ولا يحتمل بيته كل هذا العدد. إنني أعلم أن الشكوى لغير الله مذلة؛ حتى أنني لم أحكِ لكم هذه الأمور في سؤالي السابق، إلا أن جاء لي الرد بالمفارقة. لذلك أحببت أن أوضح لكم الأمر فأرجوكم ساعدوني بحل آخر مع العلم أنني فارقته داخل المنزل ولكن سبّب لي هذا مشاكل لا أستطيع أن أصفها، حتى وصلت لحد طردي من المنزل.

رد الشيخ: إذا لم يكن لك موضع تذهبين إليه، فليس لك إلا الصبر والدعاء حتى يفتح الله تعالى بينك وبينه، ولا يكلف الله تعالى نفسا إلا وسعها، وما جعل الله تعالى عليك من حرج ما دمت لا تقدرين على مفارقته واستعيني بالله تعالى وتوكلي عليه وسيفرج الله تعالى عليك هذه الكربة، إنه سميع مجيب آمين.

تعقيب آخر من الأخت:
لا أعرف ماذا أحكي ولكن أقول الله أكبر,,,الله أكبر سوف لا يصدقني أحد أنني كتبت رسالتي في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر بعد أن قضيت ستة سنوات على حالي ولم أستطع أن أغير منه شيئًا وأكثرها مليئة بالمشاكل لعدم صلاة زوجي ويشاء الواحد القهار الهادي الرؤوف الرحيم أن ينقذني مما أنا فيه ففي آخر رسالة أرسلتها لكم كنت أبكي لأن المشاكل وصلت إلى أنه كان يسبني ويريد طردي من المنزل؛ وكل هذا لأني أرفض معاشرته إلى أن يصلى فرضه. وإنني أبكي الآن أيضًا ولكن ليس لأنه لا يصلي، ولكني أبكي من رحمة الرحمن الرحيم عز وجل.. لقد أخبرتني إحدى جاراتي أن زوجها رأى زوجي في المسجد يصلي، وهذا من يومين وكانت صلاة المغرب فلم أصدقها، وظننت أنها تهوّن علي حتى أنتهي مع زوجي من المشاكل. ولكني وجدت زوجي حين أذن المؤذن لصلاة العشاء نزل من المنزل وتابعته حيث أنه يكون بالمنزل في هذا الوقت، ووجدت أنه أمس أيضا فعل نفس الشيء، بل وإنه يستيقظ من نومه عند الفجر لينزل إلى المسجد ليصلي! من يصدق هذا؟! إنني دعوت الله أن يصلي ولو بالمنزل.. أرأيت كرم من لا يغفل ولا ينام؟ أرأيت من يستجيب دعاء الداعين؟ إنه لا يكلمني ويخاصمني حتى الآن، ولكن الفرحة تغمر قلبي. إنني أبكي من الفرحة. إن ما حدث شيء لا يصدقه عقل! بادرت بمصالحته والتحدث معه ولكنه أبى ورفض وقال لي اتركيني أنا سوف أحكي معك عندما أريد. كم هي رحمة الله واسعة. الحمد لله..الحمد لله.. الحمد لله..

جواب الشيخ:
هذا خبر مفرح فالحمد لله إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، المهم الآن أن تدعو له بالثبات فإن الشيطان سيكون له بالمرصاد، ونسأل الله تعالى أن يحبب إليه الصلاة وطاعة ربه حتى يكون ذلك أحب إليه من كل سواه آمين.
وننصحك بأن تتصدقي بصدقة السر فهي خير ما يشكر به العبد ربه، وتسجدي سجدة الشكر وتدعو الله تعالى أن يثبته ويشرح صدره لطاعته، سجدة واحدة إلى القبلة لا يشترط لها الوضوء ولا الخمار.
والله أعلم.